يعد الثوم من أكثر المحاصيل تقديرًا وفائدة في حديقة المنزل، ليس فقط بسبب خصائصه العلاجية براعة الطهيولكن أيضًا من أجلهم خصائص صحية و سهولة الزراعة سواء في قطع كبيرة من الأرض أو في أواني حضرية صغيرة، فإن إتقان كيفية زراعة الثوم سيسمح لك بالاستمتاع بحصاد خالٍ من المواد الكيميائية ويقدم أقصى قدر من النكهة والقيمة الغذائية.
لماذا نزرع الثوم في المنزل؟ فوائده وخصائصه
ثوم (الآليوم sativum) هو نبات ذو دورة سنوية ينتمي إلى فصيلة الأمارلسيات. من بين أجزائه فوائد ملحوظة تم العثور على خصائصه المضادة للبكتيريا والمطهرة والمنقية، مما يساعد على تطهير الدم وتحفيز الجهاز المناعي وخفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
في المطبخ، الثوم هو التوابل الأساسيةبالإضافة إلى نكهته الفريدة، فمن السهل تخزينه بعد الحصاد، وعندما يجفف بشكل صحيح، يمكن أن يستمر لعدة أشهر.
يقدم الثوم أيضًا فوائد في الحديقة، حيث تساعد رائحته على صد الآفات وحماية المحاصيل الأخرىبالإضافة إلى ذلك، فهو نبات غير متطلب يتكيف بشكل جيد للغاية مع قطع الأرض الكبيرة والمساحات الصغيرة مثل الأواني أو المزارع.
مواسم الزراعة: متى نزرع الثوم؟

يُعدّ توقيت الزراعة عاملًا أساسيًا لنمو الثوم وتطوره. هناك فترتان رئيسيتان للزراعة:
- En المناخات المعتدلةالشيء الأكثر شيوعًا هو زراعة الثوم في فصل الخريف (أكتوبر إلى نوفمبر). وهكذا، يستغل القرنفل برودة الشتاء لتنشيط عملية التزهير، التي تُعزز تكوين الأبصال وانقسامها.
- في المناطق ذات الشتاء البارد جدًا أو الزراعة المتأخرة، يمكن أيضًا زراعة الثوم بين يناير ومارس، مع تجنب الصقيع الشديد دائمًا بعد الزراعة مباشرة.
هذه الثنائية تُمكّنها من التكيّف مع مختلف المناطق والمناخات. ووفقًا للتقاليد الزراعية، القمر المتضائل وهو مثالي لزراعة الثوم، لأنه يعزز نمو البصلة تحت الأرض، على الرغم من أنه ليس من الضروري اتباع التقويم القمري إذا كانت ظروف التربة والمناخ صحيحة.
إعداد التربة واختيار الموقع
لكي ينمو الثوم بشكل جيد، من الضروري تحضير التربة بشكل صحيح واختيار الموقع المناسب:
- تربة خفيفة وجيدة التهوية وجيدة التصريف: تجنب التربة الثقيلة والمضغوطة، فهي تحتفظ بكمية كبيرة من الماء وقد تُسبب التعفن. إذا كانت تربتك طينية أو مضغوطة جدًا، أضف الرمل أو المواد العضوية (مثل السماد العضوي المُعتّق جيدًا، أو فضلات الديدان) لتحسين بنيتها.
- غني بالعناصر الغذائية الأساسية: يحتاج الثوم بشكل أساسي إلى الفوسفور والبوتاسيوم. قد يكون من المفيد إضافة كمية قليلة من رماد الخضراوات أو السماد العضوي الناضج. تجنب الإفراط في استخدام الأسمدة النيتروجينية، لأنها تُعزز نمو الأوراق، لكنها لا تُعزز نمو الأبصال.
- التعرض للشمس: اختر مكانًا يتلقى ست ساعات على الأقل من ضوء الشمس المباشر يوميًا. يتحمل الثوم بعض الظل، ولكنه ينمو دائمًا بشكل أفضل تحت أشعة الشمس المباشرة.
- تجنب التربة الرطبة أو المشبعة بالمياه: الرطوبة الزائدة هي العدو الرئيسي للثوم. التربة التي تحتفظ برطوبة قليلة أفضل من تلك التي تبقى رطبة بعد الري أو المطر.
- تناوب المحاصيل: لا تزرع الثوم في التربة المزروعة بالبصل أو الكراث أو الفول أو البنجر أو السبانخ في العام السابق لتجنب تراكم الأمراض.
أنواع الثوم: أيها تختار؟
هناك عدة أنواع من الثوم التي يمكن زراعتها، وكل منها يتكيف مع ظروف مناخية وأذواق معينة:
- الثوم الأبيض: هذا هو الصنف الأكثر شيوعًا، يتميز بفصوص كبيرة ونكهة أخف. يتميز بفترة صلاحية طويلة بعد الحصاد.
- الثوم الأرجواني: نكهة أكثر كثافة، وقرنفل أصغر قليلاً، ومقاومة أكبر للرطوبة.
- الثوم الفيل أو شيلوتي: ثومٌ كثيفٌ جدًا، ببصيلاتٍ قد يصل حجمها إلى ثلاثة أضعاف حجم الثوم الشائع، موطنه الأصلي المناطق الرطبة مثل تشيلوي في تشيلي. نكهته أخف، وهو ممتازٌ نيئًا أو في السلطات.
- صلب الرقبة: يُفضّل الشتاء البارد، ويُنتج ساقًا زهريًا مركزيًا. مثالي للمناطق الباردة.
- الرقبة الناعمة: لا ينتج براعم زهرية وهو أكثر ملاءمة للمناخات المعتدلة والدافئة، مع قدرة جيدة على التكيف وطول العمر بعد الحصاد.
عند اختيار فصوص القرنفل للزراعة، اختر رؤوسًا كبيرة وطازجة خالية من أي علامات مرضية. تنمو الفصوص الخارجية الأكثر صلابة بشكل أفضل، بينما يمكن الاحتفاظ بالفصوص الأصغر حجمًا للاستهلاك.
كيفية زراعة الثوم خطوة بخطوة

- اختيار الأسنان: افصل رأس الثوم إلى فصوص منفصلة قبل زراعته مباشرةً. من المهم عدم إزالة القشرة التي تغطي كل فص.
- التطهير الوقائي (اختياري): ولمنع الفطريات، انقعي القرنفل في محلول من الماء ومسحوق الخبز (ملعقة كبيرة لكل لتر) لبضع ساعات قبل الزراعة.
- البذر في التربة أو الأصيص:
- زرع كل فص مع ارفع رأسك للأعلى وقاعدة لأسفل.
- العمق الموصى به: 2 a 5 cm حسب حجم السن. في المناخات الباردة، يُفضّل عمق أكبر.
- الفصل بين الأسنان: 10 a 15 cmإذا كنت تزرع الثوم الربيعي، فيمكنك زراعته على مسافة أقرب من بعضها البعض.
- المسافة بين الصفوف: بين 20 و 30 سم إذا كان لديك خطوط متعددة.
- تغطية: تغطية بالتربة السائبة، غير مضغوطأضف طبقة خفيفة من النشارة أو القش للاحتفاظ بالرطوبة ومنع نمو الأعشاب الضارة. في المناطق شديدة البرودة، زد كمية النشارة بعد الصقيع الأول.
- الري الأول: اسقِ التربة حول القرنفل برفق لتثبيتها. تجنّب الإفراط في الري.
- موقع الحاوية: إذا كنت تزرع النبات في وعاء، فاختر وعاءً بعمق 10 سم على الأقل وضعه في منطقة مضاءة جيدًا.
في غضون أسبوعين تقريبًا، ستبدأ السيقان الأولى في الإنبات.
الرعاية الأساسية أثناء الزراعة

الثوم هو نبات الحد الأدنى من الرعايةولكن هناك عدة جوانب يجب أخذها في الاعتبار للحصول على مصابيح عالية الجودة:
- الري: يُفضّل الثوم الأجواء الجافة. اسقِه فقط إذا كانت التربة جافة، وبكثرة في المراحل الأولى، وباعتدال شديد بمجرد أن يبدأ نمو البصلة. توخَّ الحذر الشديد في المناطق الرطبة: إذا هطلت الأمطار بكثرة، فتوقف عن الري. هام: توقف عن الري لمدة 2 إلى 3 أسابيع قبل الحصاد حتى تلتئم البصيلات بشكل صحيح وتمنع العفن.
- النمو السفلي: حافظ على المساحة خالية من الأعشاب الضارة، لأنها تتنافس على العناصر الغذائية.
- التخصيب: أضف السماد العضوي الناضج أو رماد الخضراوات إذا كانت التربة فقيرة. لا تستخدم الأسمدة الغنية بالنيتروجين.
- سيقان الزهور: في بعض الأصناف (وخاصةً ذات العنق الصلب)، يُزال سيقان الزهور في الربيع. هذا يسمح للنبات بتركيز طاقته على البصلة. سيقان الزهور صالحة للأكل ويمكن استخدامها في الطهي.
- عقدة الأوراق: بمجرد أن تصل الأوراق إلى ارتفاع جيد وتبدأ في التحول إلى اللون الأصفر، اصنع عقدة ناعمة في قاعدة الساق لتحفيز نمو البصلة (فقط إذا كان الصنف يسمح بذلك).
الآفات والأمراض والجمعيات الرئيسية

يعتبر الثوم طاردًا طبيعيًا ممتازًا للآفات. ونادرا ما تعاني من مشاكل كبيرة، ولكن يمكن أن تهاجمها:
- ذبابة البصل: حشرة تهاجم يرقاتها الأبصال. يُمكن الوقاية منها بتناوب المحاصيل وتجنب التربة المشبعة بالمياه.
- سعفة الثوم: حشرة ثاقبة للأوراق. تُكافح بإزالة بقايا النباتات وتعزيز التنوع البيولوجي.
- الصدأ: فطر يُشكّل بقعًا برتقالية على الأوراق. يُشكّل مشكلةً خاصةً في فصول الربيع الممطرة. يُمكن مكافحته بالتغطية والتهوية الجيدة، وعند الضرورة، باستخدام مبيدات فطريات منزلية الصنع، مثل مُهروس نبات القراص، أو منقوع ذيل الحصان، أو الحليب المُخفّف.
- قالب: يُفضل نموه في ظروف الرطوبة العالية. تجنب الإفراط في الري، وهوِّ المحصول.
الثوم ليس عرضة للآفات، ولكن في حال ظهورها، يكفي استخدام المبيدات الحشرية الطبيعية. كما أن زراعته بالقرب من الطماطم والبصل والجزر أو الفجل يساعد على حماية هذه النباتات وتحسين توازن الحديقة.
يجب تجنب ربط الثوم بالبقوليات (الفاصوليا، البازلاء، الفول) أو الكرنب، وعدم زراعته بعد زراعة البنجر أو البرسيم.
الزراعة في أواني ومساحات صغيرة
الثوم مثالي للحدائق الحضرية والأحواض. لزراعته في أحواض، اتبع النصائح التالية:
- الأواني: عمقها 10-12 سم على الأقل، مع وجود فتحة تصريف.
- الطبقة التحتية: خفيف، مع خليط من ألياف جوز الهند والدبال والبيرلايت أو التربة السطحية السائبة.
- الري: معتدلة، فقط عندما تكون الركيزة جافة على مسافة 2 سم من السطح.
- موقع: ضع الوعاء في مكان به الكثير من الضوء الطبيعي.
يمكنك زراعة عدة فصوص في كل وعاء، مع الحفاظ على المسافة الموصى بها.
كيفية زراعة الثوم الفيل أو الثوم شيلوتي
يتميز ثوم الفيل بحجمه ونكهته المعتدلة. تُزرع زراعته بنفس طريقة زراعة الثوم العادي، ولكن مع مراعاة بعض الاعتبارات:
- موعد البذر: أفضل وقت لزراعته هو الخريف، على الرغم من أنه يمكن أن يعمل في الربيع باستثناء المناخات الباردة للغاية.
- التباعد: نظرًا لكونها بصيلات أكبر، اتركها على الأقل 15 سم بين الأسنان.
- الري: من الضروري أكثر في التربة الرملية، ولكن يجب دائمًا تجنب التشبع بالمياه.
- محصول: بعد 7-9 أشهر من الزراعة، عندما تصبح الأوراق صفراء في الغالب.
يعتبر الثوم الفيل، بالإضافة إلى كونه زخرفيًا، مفيدًا ومربحًا جدًا لليخنات والمشويات والصلصات.
حصاد الثوم: متى وكيف يتم الحصاد؟
الوقت الأمثل للحصاد هو عندما الأوراق السفلية جفت تماما ونصف الأبصال العلوية على الأقل أصبحت صفراء. لا تنتظر حتى تجف جميعها، فقد تنقسم الأبصال، مما يقلل من مدة صلاحيتها.
- قم بإزالة بعناية: استخدم مجرفة صغيرة أو معول، وأدخلها على مسافة ما من الجذع وانزعها برفق لتجنب إتلاف البصلة.
- تجفيف: بعد إزالتها، انفض التربة واترك الأبصال لتجف في الشمس لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، مع تجنب تعرضها للمطر. إذا كان الطقس رطبًا، جففها داخل المنزل في منطقة جيدة التهوية.
- علاجه: بعد عملية التجفيف الأولية، انقل الثوم إلى مكان بارد وجاف. علّقه على شكل ضفائر أو ضعه على شبكة لإتمام عملية التجفيف لمدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع. هذا يُقوّي القشرة ويُساعد على الحفاظ عليها بشكل أفضل.
- التخزين: يمكن تخزين الثوم المُعالَج لعدة أشهر في أماكن باردة وجافة ومظلمة وجيدة التهوية. لا تُخزّنه في أكياس بلاستيكية محكمة الغلق، بل في صناديق خشبية أو شبك أو مُعلّق بخيوط.
إحدى الطرق لمعرفة جاهزية الثوم هي التأكد من اكتمال نمو الفصوص وتماسك قشرتها. إذا حصدتها مبكرًا جدًا، ستكون صغيرة الحجم؛ وإذا حصدتها متأخرًا جدًا، فقد تتساقط قشورها، مما يُصعّب تخزينها.
نصائح وحيل إضافية لزراعة الثوم بنجاح
- شراء البذور من مصادر موثوقة: يُفضّل عدم زراعة الثوم الجاهز، فقد يكون مُعالَجًا كيميائيًا. اختر ثومًا مُعتمدًا أو ثومًا من مزارعين محليين.
- التغطية: يعد التغطية بالقش أو حطام النبات أمرًا ضروريًا للاحتفاظ بالرطوبة ومنع ضغط التربة وتقليل هجوم الفطريات.
- إزالة الأزهار: إذا كانت مزرعتك تنتج سيقان زهور (سيقان سميكة مجوفة)، قم بقصها بمجرد ظهورها للحصول على بصيلات أكبر حجمًا.
- اختبارات النضج: إذا كنت غير متأكد من مرحلة الحصاد، قم بحفر بضعة فصوص من الثوم وتحقق من تكوين الفصوص وصلابة القشرة.
- التهوية والدوران: تساعد المحاصيل جيدة التهوية وتناوب الزراعة على منع الأمراض المتكررة.
- التخزين الصحيح: لا تغسل البصيلات قبل تخزينها؛ قم بإزالة الطبقات الخارجية المتسخة عندما تجف، وقم بقص الجذور والسيقان إذا كنت لا تقوم بتضفيرها.
زراعة الثوم، سواءً في الحديقة أو في أصيص، من أسهل الطرق وأكثرها ربحيةً لبدء رحلة البستنة. فصموده، وسهولة صيانته، وقيمته الغذائية والطبية تجعله ضروريًا للبستاني المبتدئ والخبير على حد سواء. باتباع هذه النصائح، ستستمتع بثوم طازج ولذيذ عامًا بعد عام، إلى جانب حديقة أكثر صحةً وتوازنًا.

