La أراوكاريا بدويلي، والمعروفة شعبيا باسم الصنوبر بونيا أو أراوكاريا بيدويل، إنها من أكثر أنواع الأشجار روعةً ورمزيةً في عالم النبات. موطنها الأصلي شرق أستراليا، وخاصةً منطقة كوينزلاند، تتميز هذه الشجرة الصنوبرية بهدوئها المهيب وقيمتها الثقافية والبيئية والنفعية التي اكتسبتها من السكان الأصليين منذ القدم. إذا أتيحت لك الفرصة لزراعة هذه الشجرة الفريدة في حديقتك أو محيطك، ستضيف بلا شك نموذجًا فريدًا حقًا إلى مجموعتك النباتية.
الأصول والتاريخ وأصل الكلمة
Araucaria bidwillii هو نبات متوطن في المناطق الجبلية والغابات في كوينزلاند، أستراليا.توجد مجموعات محلية عالية الكثافة في أماكن مثل جبال بونيا، ومنطقة جيمنا، وجبل لويس. هذه المناطق المعزولة والمتنوعة وراثيًا تؤوي ما تبقى من التوزيع الأصلي للشجرة، والذي تقلص سابقًا بسبب تغير المناخ، والجفاف القاري، ومحدودية انتشار بذورها الكبيرة.
الاسم العلمي "أراوكاريا" له أصل جغرافي، في إشارة إلى مقاطعة أراوكو التشيلية، حيث ينمو هذا النوع Araucaria araucanaيُطلق على النبات لقب "بيدويلي" تكريمًا لجون كارن بيدويل، عالم النبات والمستكشف البريطاني الذي ساهم في نشر هذا النوع في الحدائق النباتية حول العالم. أما الاسم الشائع "بونيا بونيا" فهو مشتق من الاسم التقليدي الذي استخدمه السكان الأصليون الأستراليون.
الوصف النباتي والشكل

- الحجم والتحمل: شجرة دائمة الخضرة، يصل ارتفاعها إلى 30-50 مترًا، مع أن الأنواع التي يتراوح ارتفاعها بين 30 و40 مترًا هي الأكثر شيوعًا. جذعها عمودي، سميك جدًا، مستقيم، وخالٍ من الفروع في قسم سفلي عريض. يبدأ شكل تاجها هرميًا في الصغر، ثم يصبح أكثر انفتاحًا واستدارة مع التقدم في السن. تنمو الفروع العلوية لأعلى، بينما تنمو الفروع المركزية أفقيًا، بينما تميل الفروع السفلية للأسفل.
- القشرة: سميكة، خشنة، ومتقشرة، ذات لون بني غامق أو رمادي، غالبًا مع نتوءات بارزة، تتقشر إلى صفائح أفقية صغيرة وتكشف عن علامات بارزة للفروع المتساقطة.
- الأوراق: تحتوي على نوعين من الأوراق حسب العمر: الأوراق الصغيرة رمحية الشكل، طولها من 2 إلى 5 سم، خضراء زاهية، ناعمة ومرتبة بشكل حلزوني، بينما الأوراق البالغة، مرتبة شعاعيًا على الأغصان، تكتسب ملمسًا جلديًا، صلبة جدًا وحادة، مع الحفاظ على اللون الأخضر الداكن اللامع.
ميزة فريدة من نوعها أراوكاريا بدويلي يتميز هذا النوع بغياب عرق وسطي بارز في أوراقه، وهو ما يميزه عن العديد من الأشجار الكبيرة الأخرى. تميل الأوراق الناضجة إلى التداخل، لتشكل شكلاً وردياً متماسكاً حول الأغصان.
يمكن أن تكون الأشجار ثنائية المسكن، وأحيانًا أحادية المسكن. أزهارها مُجمّعة في مخاريط (ستروبيلي): الأزهار المذكرة، مستطيلة الشكل، يصل طولها إلى ٢٠ سم، منفردة وتقع في نهايات البراعم الجانبية؛ أما الأزهار المؤنثة، فهي أكبر حجمًا بكثير، وشبه كروية الشكل، ويصل قطرها إلى ٣٠ سم، وقد يصل وزنها إلى ١٠ كجم.
التطور والإنبات ودورة الحياة

من المعروف أن إنبات نبات Araucaria bidwillii بطيء وغريب إلى حد كبير. بينما يمكن للنباتات الأخرى أن تنبت في غضون أسابيع فقط، قد يستغرق هذا النوع من البذور ما بين ثلاثة أشهر وعام حتى تُنتج جذورها الأولى. والسبب في ذلك هو إنباته السري: إذ تُنبت البذرة درنة تحت الأرض، ولا ينبت منها فرع هوائي إلا عندما تكون الظروف الخارجية مثالية، ربما كآلية تكيف للتغلب على الفترات الصعبة أو تجنب الحرائق المتكررة في موطنه الأسترالي.
في الطبيعة، تتعاون حيوانات متنوعة، مثل الجرابيات (الجرابيات الكبيرة) والأبوسوم، في نشر البذور وتخزينها. وقد وثّقت بعض الدراسات كيف تنقل هذه الأنواع أو تخزن حبوب الصنوبر على مسافة من الشجرة الأم، مما يزيد من فرص نجاح التكاثر.
بمجرد ترسيخها، يكون نموها بطيئًا نسبيًا في السنوات القليلة الأولى. ينمو نظام الجذر بعمق، وتبقى الأوراق الصغيرة متجمعة في وريدة حتى ظهور أول فرع حقيقي. مع مرور السنين، تصبح الشجرة أكثر مقاومة للبرد، ويمكن زراعتها في المناطق المعتدلة، وحتى في المناطق التي قد تنخفض فيها درجات الحرارة إلى الصفر.
الفواكه والبذور والمخاطر

تشكل المخاريط أو الثمار الأنثوية لشجرة أراوكاريا بيدويلي واحدة من مناطق الجذب والخصائص الفريدة لها. هذه الثمار خضراء داكنة، كبيرة الحجم، مخاريط كروية الشكل، يتراوح قطرها بين ٢٠ و٣٥ سم، ويصل وزنها إلى ١٠ كجم. تحتوي كل ثمرة على ما بين ٥٠ و١٠٠ بذرة كبيرة صالحة للأكل (يتراوح طولها بين ٤ و٧ سم)، تشبه حبات الصنوبر.
قد يستغرق نضج الثمار ما يصل إلى ثلاث سنوات. عند النضج، تتفكك المخاريط، مطلقةً البذور في التربة. نظرًا لحجمها ووزنها، قد يكون سقوط مخروط الصنوبر الناضج عن طريق الخطأ خطيرًا، وقد يُسبب إصابات خطيرة إذا اصطدم بالأشخاص أو الأشياء. لذلك، ومن المستحسن تجنب وضع هذه الأشجار في المناطق ذات الحركة المرورية المتكررة. تحت الفروع الطويلة المحملة بالفاكهة.
الموطن والقدرة على التكيف والتوزيع
La أراوكاريا بدويلي ينمو هذا النبات في المناخات المعتدلة، مع أن تكيفه يتميز بتنوع مدهش. فهو يفضل التربة الخصبة والعميقة ومتوسطة الصرف مع قدر معين من الرطوبة. ومع ذلك، يمكنه النمو في كل من التربة الجافة والمناطق الساحلية، ويتحمل فترات الجفاف المعتدلة بمجرد أن يستقر.
- التوزيع الحالي: يقتصر على مناطق صغيرة متفرقة في كوينزلاند، أستراليا، مع وجود مجموعات محمية في المحميات والمتنزهات الوطنية.
- القدرة الزخرفية: إن مظهرها المهيب وشكلها الغريب جعلها تحظى بشعبية كبيرة كنوع من النباتات الزخرفية في الحدائق والمتنزهات في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المناطق ذات المناخ المعتدل.
وفي العديد من المدن حول العالم، مثل قادس وملبورن، هناك أمثلة بارزة تزين الحدائق والشوارع الشهيرة.
الاستخدامات التقليدية والحالية لـ Araucaria bidwillii

- طعام: بذور بونيا، أو الصنوبر، صالحة للأكل ويقدرها السكان الأصليون الأستراليون تقديرًا عاليًا. يمكن تناولها نيئة، أو مطبوخة، أو محمصة، أو مطحونة لصنع الخبز وغيره من الأطعمة. تتمتع هذه الشجرة بمكانة مقدسة في ثقافة السكان الأصليين، حيث تُقام المهرجانات والتجمعات لجمع الصنوبر ومشاركته عبر الأجيال.
- الغابات وصناعة الخزائن: يتميز خشب Araucaria bidwillii ذو اللون الكريمي بمرونته وسهولة التعامل معه، مما يجعله مثاليًا للنجارة الدقيقة، والقوالب، وعلب الكبريت، والقوارب الخفيفة، والمكانس.
- الزينة: بفضل وجودها الاستثنائي، يتم زراعتها منفردة في الحدائق النباتية وكشجرة ضخمة في المتنزهات.
- القيمة البيئية: وتشكل ثمارها الكبيرة مصدر غذاء للحياة البرية المحلية، في حين تساهم أغصانها الكثيفة وجذورها العميقة في استقرار النظام البيئي والحفاظ على التربة.
غرائب واحتياطات

- طول العمر: وهي شجرة طويلة العمر جدًا، إذ يمكنها العيش لعدة قرون في ظل ظروف مناسبة.
- خطر سقوط المخاريط: يمكن أن تكون الفاكهة الناضجة خطرة في مناطق المرور بسبب حجمها ووزنها.
- المقاومة المناخية: وبمجرد إنشائها، فإنها تتحمل البرد المعتدل وحتى الصقيع الخفيف، وتكون قابلة للنمو في المناطق المعتدلة إلى شبه الاستوائية في مختلف القارات.
- أهمية الثقافة: شجرة لغز القرد في بيدويل هي واحدة من آخر ممثلي سلالتها التطورية، حيث تربط بين علم النبات والثقافة والبيئة بطريقة فريدة من نوعها.
شجرة أراوكاريا بيدويلي هي أكثر من مجرد شجرة غريبة؛ إنه يُجسّد اتحاد الطبيعة والتقاليد، والجمال والفائدة، والتطور والثقافة. حضوره المهيب، واستخداماته القديمة، وغموض تكاثره البطيء، يجعله كنزًا حيًا جديرًا بالإعجاب والمحافظة عليه.

